المصدر: Blockchain Knight
مع إعادة ضبط المشهد الاقتصادي العالمي، تحدث البنك المركزي الروسي بشكل غير متوقع. في أحدث تقرير له، صنف البنك المركزي الروسي عملة البيتكوين باعتبارها الأصول المالية الرائدة بحلول عام 2025. وجاء هذا التأييد بمثابة مفاجأة من مؤسسة كانت حتى الآن حذرة بشأن الأصول المشفرة.
يسلط هذا التحول الضوء على الأداء المتميز لعملة البيتكوين كأصل وعلى تكاملها المتزايد في استراتيجيات الاستثمار حتى في البيئة المالية شديدة التنظيم في روسيا.
البنك المركزي الروسي يعترف بالأداء المتميز لعملة البيتكوين
في تقرير رسمي صدر في مايو 2025، أقر البنك المركزي الروسي بأن عملة البيتكوين حققت أداءً استثنائيًا خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
تنص الوثيقة على: "يحقق BTC عائدًا سنويًا يقارب 40%، متفوقًا على جميع الأدوات المالية الأخرى التي تم تحليلها."
يوفر التقرير مقارنة دقيقة للعائدات عبر مجموعة من الأصول، من الذهب إلى سندات الاتحاد الروسي (OFZ)، بالإضافة إلى الأسهم في صناعات محددة.
بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير أيضًا إلى: "منذ يناير 2022، وصل معدل العائد التراكمي لعملة البيتكوين إلى 121%." وبالمقارنة مع الأصول التقليدية، فإن هذه الزيادة هائلة، ولم يتجاوز معدل العائد على معظم الأصول التقليدية خانة الآحاد.

يستند التحليل إلى مجموعتي البيانات الموضحتين في الشكلين 36 و37 من التقرير، بمقارنة أداء الأدوات المالية المختلفة على مدى الأشهر الـ 12 الماضية ومنذ يناير 2022. تشمل الأصول التي تم تحليلها بشكل أساسي: سندات الاتحاد الروسي (OFZ)، والتي تُعتبر عادةً مرجعًا مستقرًا، ولكن عوائدها كانت متواضعة للغاية؛ الودائع بالروبل واليورو، والتي لم يتجاوز أداؤها 5-6%؛ الذهب، الذي حقق مكاسب أحادية الرقم فقط خلال فترة المراقبة؛ أسهم القطاعات الروسية (الطاقة، والنقل، والتمويل، والاستهلاك) ومؤشر نظام التداول الروسي (MOEX)، والتي كان أداؤها أضعف من أداء البيتكوين؛ مؤشر العائد الإجمالي S&P 500 (S&P500 TR) وسندات الخزانة الأمريكية، والتي تجاوزت الأصول المشفرة أيضًا أدائها التراكمي.
على الرغم من أن هذا التأييد الكمي تم إجراؤه في إطار تحليلي محايد، إلا أنه يتعارض مع موقف السلطات الروسية الحذر تاريخيًا وحتى المقاوم تجاه البيتكوين.
يسلط هذا الضوء على صعود أحد الأصول، والذي على الرغم من عدم دعمه رسميًا، إلا أنه أصبح الآن في المقدمة بفضل قوة عوائده.
التقلب المستمر والشعبية العالمية
على الرغم من أن البنك المركزي الروسي أكد على معدل عائد البيتكوين، إلا أنه لم يتجاهل المخاطر الكامنة الناجمة عن تقلباته. وجاء في التقرير: "في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، انخفضت أسعار البيتكوين بنحو 20%"، وهي انتكاسة هزت السوق بشدة واختبرت قدرة المستثمرين على الصمود. ومع ذلك، انتعش سوق الأصول المشفرة بسرعة، حيث حقق مكاسب تزيد عن 10% في أبريل، مما ساعد في تعويض الخسائر في الربع الأول. هذه التقلبات الجامحة هي تذكير بأنه على الرغم من جاذبيتها، تظل عملة البيتكوين (BTC) أصلًا محفوفًا بالمخاطر وعرضة للتراجعات المفاجئة.
بالإضافة إلى الوضع في روسيا، أكد تقرير البنك المركزي الروسي أيضًا على العوامل الخارجية التي تدعم نمو البيتكوين. وعلى وجه الخصوص، لعبت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة BTC التي تم إطلاقها في الولايات المتحدة وهونج كونج دورًا حاسمًا. وأشار التحليل إلى أن "سهولة الوصول إلى BTC من خلال الوسطاء التقليديين عززت الشعبية المتزايدة لـ BTC"، وأكد أن المستثمرين لم يعودوا بحاجة إلى إتقان تقنية المحفظة الرقمية المعقدة. علاوة على ذلك، دفع عدم الاستقرار الاقتصادي الكلي، سواء كان انخفاض قيمة الروبل أو البيئة العالمية غير المؤكدة المرتبطة بالحرب التجارية، المدخرين إلى اللجوء إلى الأصول المقومة بالدولار مثل البيتكوين.