الصورة: فوكس نيوز
تستقبل الأرجنتين خافيير مايلي كزعيم جديد لها، وهو خبير اقتصادي تحرري معروف بأساليبه غير التقليدية وخطابه العاطفي. وتبدأ رئاسته وسط تحديات اقتصادية كبيرة، مع وعود بتخفيضات جذرية في الإنفاق لإنعاش الأرجنتين من أزمتها الحالية. إن حفل تنصيبه، الذي اتسم بالتعهدات بالتغيير الجذري، يبشر بفترة تحول محتملة في الأرجنتين.
بداية جريئة لمسار هائل
في سن الثالثة والخمسين، كان أداء مايلي للقسم الرئاسي بمثابة إعلان عن نهاية انحدار الأرجنتين والالتزام بالتجديد الوطني. إن خطاب تنصيبه، المليء بعبارته المميزة، "تحيا الحرية، اللعنة!"، يجسد روح حملته ورؤيته للأرجنتين.
وسرعان ما صعد مايلي، الذي دخل الساحة السياسية في عام 2019، إلى الصدارة، متفوقًا على السياسيين المتمرسين بشخصيته الديناميكية وتعهداته الجريئة. ويعد وعده بتقليص حجم الدولة الأرجنتينية بشكل كبير بمثابة استجابة مباشرة للوضع الاقتصادي المتردي الذي خلفته الإدارة السابقة.
مخطط مايلي المالي للأرجنتين
وتواجه الأرجنتين حالياً تضخماً هائلاً، ومن المتوقع أن يتجاوز 200%، فضلاً عن تفاقم الفقر، والركود الذي يلوح في الأفق، وانخفاض قيمة البيزو. ومع صافي الاحتياطيات الدولية السلبية والديون الكبيرة، ستخضع سياسات مايلي الاقتصادية لتدقيق مكثف.
ومن المتوقع أن يؤثر تعهده بخفض الإنفاق العام بمقدار خمس نقاط مئوية، دون التأثير على القطاع الخاص، بشكل كبير على الاقتصاد الوطني. ورغم أن هذا النهج يهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي، إلا أنه يهدد بتفاقم الفقر بين السكان الذين يعاني ما يزيد على 40% منهم من الفقر بالفعل.
ويتمثل التحدي الذي يواجهه مايلي في إيجاد التوازن بين التقشف المالي والتدابير التي تشجع النمو والاستقرار. وسوف تكون استراتيجياته لإدارة الديون الخارجية، والتعامل مع الشركاء التجاريين الرئيسيين، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المحلية، حاسمة في تحديد مسار الأرجنتين تحت قيادته.
ويتفاعل مجتمع الأعمال في الأرجنتين بحذر مع انتخاب مايلي، متفائلا ولكنه مدرك للتحديات الهائلة المقبلة. ويعكس ردهم مزيجا من التفاؤل والواقعية بشأن التأثير المحتمل لإصلاحات مايلي الاقتصادية.
ويعكس صعود مايلي إلى السلطة توق الشعب الأرجنتيني إلى التغيير، وهو نهج جديد في دولة سئمت الانكماش الاقتصادي المتكرر. ورغم أن تكتيكاته غير التقليدية وأفكاره المتطرفة أثارت الشكوك، فإنها تشعل الأمل أيضاً بين السكان المتلهفين إلى التعافي الاقتصادي.
ومع بدء مايلي فترة ولايته، تقف الأرجنتين عند منعطف محوري. ولن تحدد فعالية سياساته المصير الاقتصادي للبلاد فحسب، بل ستكون أيضًا بمثابة اختبار للاقتصاد التحرري في أرض تعاني في كثير من الأحيان من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.